الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

أرى الماء

أرى المـاءَ يمشي في طريقِ المَعابـرِ
عــلـى جســـرِ آمـالٍ كثيــرِ العواثـِرِ
وَإنَّ كـلالـيــبَ الـظُـروفِ بـقـعْـــرهِ
تَجُرُ سنـيـنَ العُمـــرِ نحـــوَ الحوافـرِ
فمـنَّـا تعيـسُ الحظِّ في خَطْوهِ الأسى
يسيـرُ بطيئـاً فـي طريــقِ المحاسـرِ
ومنّــا سعيـدُ الحـظِّ فـي قلبــهِ الهنــا
يطيرُ بعيداً فـي سَمـــاءِ الـمـنــاظــرِ
فيـستَمـتِـعُ المحظوظُ حتماً بِـسَـعْــدِهِ
ويشقى تعيسُ الحظِ مِنْ كَسْــرِخاطرِ
كما إنَّ سهـــمَ الوقــتِ خلفهـمـا معـاً
ولا يَعـرفُ المسكيــنَ أوْ ذا المفاخـرِ
فلـمْ يقـوَ أهـلُ المالِ أنْ يدفعوا الأذى
ولنْ يشـتـروا عمْــرَ الزمـانِ المغادِرِ
ولنْ يترُكَ المَوتُ الفـقـيــرَ لـفــقْـــرِهِ
ولا صاحـبَ الأمــوالِ أوْ ذا الأوامـرِ
فـكـــلٌّ الــى لَحْـــدٍ صغـيـــرٍ مغادرٌ
وحيدٌ بـلا أهـــلٍ ولا ظــلِّ نـاصـرِ
فكنْ صاحبي دوماً عطوفاً مسامحـاً
ولاســيــمـــا أنْ الـزمـانَ بـنــاظـــرِ
يرا قـبُ فعـلَ الخيـرِ مـنْ ايّ فاعـلٍ
عقولٍ يرى الأشياءَ في عَيـنِ جابــرِ
هنيئـاً لأصحابِ السَّماحَـةِ والــرُّؤى
لما قـدْ جنـــوهُ مــنْ جمــالِ المآثـــرِ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشام (عروس المدى)